لا تحزن ..
فإن كنت فقيراً فغيرك محبوس في دين ، و إن كنت لا تملك وسيلة نقل فسواك مبتور
القدمين ،
وإن كنت تشكو من آلام فغيرك يرقدون على الاسرة البيضاء ومن سنوات ،
وإن فقدت ولداً فغيرك فقد عدداً من الأولاد و في حادث واحد ..
لأنك مسلم آمنت بالله و رسله و ملائكته و اليوم الآخرو القضاء خيره و شره ..
لا تحزن ..
لا تحزن ..
إن أذنبت فتب ، و إن أسأت فاستغفر ، وإن أخطأت فأصلح ، فالرحمة واسعة والباب
مفتوح ، و الغفران جم ، و التوبة مقبولة ..
لا تحزن لأن القضاء مفروغ منه ، والمقدور واقع ، و الأقلام جفت ، و الصحف
طويت ، و كل أمر مستقر ، فحزنك لا يقدم في الواقع شيئاً و لا يؤخر، و لا يزيد
فيه شيئاً ولا ينقص ..
لا تحزن ..
و أنت تملك الدعاء ، و تجيد الانطراح على عتبات الربوبية ، و تحسن المسكنة على
أبواب ملك الملوك ، و معك الثلث الأخير من الليل ، ولديك ساعة تمريغ الجبين في
السجود ..
لا تحزن فأنت تشرب الماء الزلال ، وتستنشق الهواء الطلق ، وتمشي على قدميك
معافى ، و تنام ليلك آمناً ..
لا تحزن ..
أما ترى السحاب الأسود كيف ينقشع ، و الليل البهيم كيف ينجلي ، و الريح
الصرصر كيف تسكن ، والعاصفة كيف تهدأ ؟! إذا فشدتك الى رخاء ، و عيشك الى هناء
، ومستقبلك الى نعماء ..
لا تحزن ..لهيب الشمس يطفئه وارف الظل ، و ظمأ الهاجرة يبرده الماء النمير ، و
عضة الجوع يسكنها الخبز الدافيء ، و معاناة السهر يعقبها نوم لذيذ ، و آلام
المرض يزيلها لذيذ العافية ، فما عليك إلا الصبر قليلا والانتظار لحظة ..
لا تحزن ..
فإن عمرك الحقيقي سعادتك و راحة بالك
فلا تنفق أيامك في الحزن ، و تبذر لياليك في الهم ، و توزع ساعاتك على
الغموم ، و لا تسرف في إضاعة حياتك فإن الله لا يحب المسرفين ..
لا تحزن ..
لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئا ،رسب ابنك فحزنت،فهل نجح؟! مات والدك
فحزنت .. فهل عاد حيا؟! خسرت تجارتك فحزنت،فهل عادت الخسائر؟