الجزائر - جيجل
سابقا كانت تسمى (جيجلي) و تقع على البحر الأبيض المتوسط وتمتاز المنطقة
التي تقع فيها مدينة جيجل بالغابات المتوسطية الخضراء الخلابة التي تضفي
الجو الساحري على المكان .
تحتل ولاية جيجل موقعا استراتيجيا في الشمال الشرقي للجزائر’ فهي
تتربع على مساحة قدرها 2.398 كلم2 و تطل على البحر الأبيض المتوسط شمالا
بشريط ساحلي يمتد على مسافة 120 كلم ’ يحدها من الغرب ولاية بجاية’ من
الشرق ولاية سكيكدة و من الجنوب ولايتي ميلة و سطيف إداريا’ تتكون ولاية
جيجل من (11) دائرة’ تضم (28) بلدية بمجموع سكان يقدر ب 602.407 نسمة أي
بكثافة سكانية 251 نسمة في كلم2. ولاية جيجل تتميز بمجال جد متضرس حيث
تشمل الجبال لوحدها 82% من المساحة الإجمالية
يعود تاريخ نشأة مدينة جيجل الجزائرية الى القرن السادس قبل الميلاد حسب
ارجح الروايات التاريخية. ويعزو المؤرخون بناءها الى الفينيقيين الذين
اتخذوها مركزاً تجارياً ومرفأ آمناً على الساحل الشمالي لغرب المتوسط. ومن
الآثار التي تدل على الوجود الفينيقي بالمدينة مقبرة في قمة صخرية تسمى
الرابطة بالجهة الشمالية الغربية لمدينة جيجل ما تزال تحتفظ بمجموعة من
القبور المحفورة في الصخر. والموقع مصنف ضمن المعالم الاثرية.
اعيد بناء جيجل في الفترة الرومانية وفق التخطيط الروماني. وقد اشارت
المصادر الى ان ساكنيها كانوا من الفرقة السابعة او قدماء المحاربين
الرومان. ومعلوم ايضاً انها ضمت الى موريتانيا القيصرية في بداية التقسيم
الاداري لشمال افريقيا ثم الحقت بموريتانيا السطيفية في عهد ديوقلتيانوس.
يقال انها ضمن المناطق التي شملتها ثورة الزعيم الافريقي تكفاريناس.
وبالمقابل، واثناء انتفاضة فيرموس عام ۳۶۲ م، تمكن القائد الروماني
ثيودوسيوس من انزال قواته بميناء جيجل لمواجهة هذه الانتفاضة.
اما عن مدينة جيجل الاسلامية، فانه في عام ۱۵۴ ه/ ۶۶۱ م، حلت فرقة عسكرية
اسلامية بمدينة جيجل قادمة اليها من القيروان وهي مدينة على الساحل وتابعة
لكتامة. اما المتعارف عليه بالنسبة لتاريخ المغرب الاسلامي، فان المنطقة
احتضنت الدعوة الشعبية الفاطمية بقيادة ابي عبد الله الداعي. كما تشير
المصادر الى ان الكتاميين بعدها انتقلوا مع الفاطميين الى مصر وبنوا
القاهرة وجامعها الازهر.
ومع الحماديين عرف ميناء المدينة نشاطاً تجارياً نشطاً تشير اليه بعض
المصادر، بينما في بعضها الآخر تذكر ان المدينة وخلال الفترة الحمادية
كانت تحت سيطرة النصارى النورمانديين، حيث هدمها وخربها امير البحر روجر
الصقلي عام ۱۱۴۳ م. الا انه اشير الى وجود قصر النزهة للأمير الحمادي عبد
العزيز وُجِدَ على جبل ايوف المطل على المدينة، مما يثبت الوجود الحمادي
بمدينة جيجل.
احتل الجنويون مدينة جيجل سنة ۱۲۶۰ م، واتخذوا منها مرفأ تجارياً على
الساحل الافريقي واقاموا فيها حامية لهم. وقد قيل ان مدينة جيجل اصبحت
اكبر سوق لبيع العبيد على عهد الجنويين. وكان بها لكل مدينة ايطالية
دكاكينها وحوانيتها، كمدينتي بيزا والبندقية اللتين كثيراً ما ارتبط
نشاطهما التجاري مع مدينة جيجل.
غير انه كان للوجود الجنوي تأثيراً كبيراً على ساكني المدينة والمنطقة
ككل، تأثير تجلى اكثر على ذا «ة» المستوى اللغوي والحرفي، حيث ما يزال
سكان المدينة حالياً ينطقون في لهجتهم، الحرف الاصل الايطالي كأن يقال:
«التاريخ دي». وما يزالون كذلك يمارسون نشاطاً بحرياً مرتبطين في غالب
الاحيان بالبحر. ويظهر هذا التأثير الايطالي بنوع خاص في لباس البحارة
الفضفاض.
اعتبرت المدينة اول عاصمة للجزائر في العصر الحديث الى غاية عام ۱۵۲۶ م، بعدما تحول مركز القيادة الى الجزائر العاصمة.