ابليس يستودعكم في رمضان
أزف الرحيل ..أزف الرحيل
بائساً و يائساً و بغضب شديد يجر وراءه رعيله و من والاه ،يحمل الكثير من المتاع فالرحلة طويلة و قد تمتد شهراً من الزمان و نيف ، رائحته و رعيله نتنة و تزخم الأنوف... اللؤم و الحقد و الغيظ و الحسد
و العنجهية و الكبر و الخيلاء سمة مميزة له و لتابعيه ،يعرف أن له مكاناً محفوظاً عند بعض من احترف الرذيلة و الصلد و قسوة القلب و اللسان و أنه لا بد عائد فالوعد إلهي و مستمر إلى يوم يبعثون .
لا ينسى طبعاً وصية لبعض أتباعه تعكر على من جافاه و خالفه و عصاه أمن شهرهم و فرصتهم في إعادة بناء بعض ما تهدم من إنسانيتهم ...
أوصيكم أتباعي بشر وصية ...لا تتركوا لهم وقتاً لغسل القلوب و لا لنصرة ملهوف و لا لإطعام جائع ...حاصروهم برفع الأسعار كونوا اليوم تجاراً شر تجار و كيلو عليهم الصاع صاعين و علقوهم بطيب الطعام
و أشهاه و أروهم فنون الطبخ في الأمصار ...حتى يغصّ منهم أولئك الفقراء و المساكين.. فليبكي الأب على عجزه عن تحقيق حلم لفلذة كبده بتذوق وجبة كتلك مما لذ و طاب و يشاهده على شاشة عجماء
لا تعرف التمييز بين مشاعر الفقراء و جيوب الأثرياء، حتى تزداد النقمة و يزداد الشقاق.
أوصيكم بالتلفاز سوءاً فهو يدخل كل البيوت بدون استئذان ..اتركوا الوقاحة فيه بدون ميزان لتكن الصفاقة و قلة الحياء له خير عنوان ...بثوا فيه كل ما يجعل النفس في دوامة و اضطراب و لا ضرر أن تسوقوا
أيضاً أن رمضان شهر التلفاز و المسلسلات بامتياز...
إياكم أن تنسوا "خيم رمضان" فهي تراث و موروث رغماً عن أنف من أنكر و لجهدنا قد حارب و استبسل.
أتباعه الباقون بصوت واحد له مودعون ...امض سيدنا فنحن لمكانك حافظون ،لعملك متابعون حتى و إن قيدت بالسلاسل و الأغلال فاهنأ بعطلتك ،سنجعل الأرض من تحتهم تهتز اهتزازاً ،فلا يميزون ليلاً أو نهاراً
أو جائعاً أو محتاجا ...سيكون شهراً ككل الشهور و سنمنيهم بالأماني و الغرور فرمضان سيعود عاماً بعد عام فاستدركوا اليوم اللهو و العصيان و الثبور "فاليوم خمر و غداً أمر"
منقول