عدد الرسائل : 96 العمر : 39 العمل : كرة القدم البلد : سورياااا مزاجك : تاريخ التسجيل : 11/08/2007
موضوع: مشروع بيتزا أعزب جداً 26/8/2007, 10:45
<b><blockquote><blockquote>بعد إلغاء المحاضرة الصباحية، وإضاعة وقتي الغير ثمين في أحاديث اللاجدوى مع الزملاء.. أعود إلى شقتي عند الظهيرة.. أذهب إلى مطبخي، أفتح الثلاجة بعد أن صرخ الجوع بمعدتي.. أوه تباً.. خاويةٌ على عروشها..
أخرج من شقتي أدق باب البيت المجاور (بيت أختي)، لا أحد في الداخل، أجلب المفتاح وأدخل، أتصل بها:
- أين أنتم؟
- في المدينة.. نتسكع..
- ماذا طبختم على الغداء؟!
- أوه.. آسف عزيزي لم نطبخ شيئاً اليوم إذ أننا لن نعود في فترة الغداء..
- حسناً.. وماذا بالنسبة للعشاء..؟!!
- إذا عدنا باكراً سأطبخ، وإن لم نعد سنتعشى في الخارج!
وفي قمة الجوع وهناك على حافة الحماقة في لحظة الغباء.. خرجت مني نكتة :
- لا بأس عزيزتي.. عشاءكم اليوم عندي!!
- أوه حقاً.. عجيب.. على كل حال شكراً لك.. أراك في المساء إذاً.. إلى اللقاء.
لا أعرف كيف خطرت تلك الفكرة الجهنمية في رأسي.. أتجه نحو مطبخها أسرق ما أشاء من التوابل من رفوفها.. ثم أنثني نحو ثلاجتها فأكمل مقادير سرقتي.. أقصد طبختي.. وأنا خارج تمتدُّ يدي لأستعير (وليس أسرق) مئرزها أيضاً..
أعود إلى شقتي.. أقتحم مطبخي.. أشعل جميع الأضواء (في ضوء النهار).. ألبس المئزر.. أضع (قبعة) على رأسي.. ثم أشمّر عن يديَّ.. أنظر إلى نفسي في المرآة.. تماماً.. نعم.. أشبه (الشيف) وماذا ينقصني؟!!
أبدأ معركةً مع المقادير.. وللصدق ليست كل المقادير موجودة ربما واحد.. اثنان.. ربما ثلاثة.. غير موجودين.. لكن لا يهم فلا أظنه سيؤثر كثيراً..
خمس دقائق.. عشرة.. عشرون.. ساعة.. ساعة ونصف.. ساعتان.. أوووه انتهيت.. أضع تحفتي بهدوء في الفرن.. كُتب في موقع الطبخ (15) دقيقة..
أجلس بجوار الفرن لـ(15) دقيقة كاملة (لا يصدَّق).. ثم (وزدناها بعشر) دقائق أخرى حتى يستوي مشروع البيتزا خاصتي..
أخرج تحفتي وأنا أحملها بكلتا يدي.. ولو كان عندي عشرة أيدٍ لكنت حملتها بهم أيضاً.. أتأملها.. حسناً الرائحة جيدة.. أما الشكل.. مممم.. لا بأس.. أوه حسناً المهم أنه طعام لا تدققوا كثيراً.. فأنا لا تهمني المظاهر..
أضع قطعة منها في فمي.. ألوكها.. ألوكها..
ثم ألوكها
أيضاً..
ألوكها..
ثم ألوكها..
وألوكها.. وألوكها.. تدخل أضراسي في معركة مع لساني لمعرفة كنه المادة الغريبة التي دخلت فمي.. ولأكثر من أربعين ثانية ألوكها.. ثم أبلعها مع غصّةٍ في الحلق نابعةٌ من قلبي.. أتبعها بـ(350مم) من الكوك (الكولا) كاملةً..
..
ماذا حدث..!!؟ هناك خطأ ما..
نعم.. المقادير ليست كلها موجودة.. ووووو مممم.. حسناً.. نسيت إحدى الخطوات أيضاً.. لكنني.. لكنني.. ظننت أنها لن تؤثر كثيراً..
النتيجة مختلفة تماماً عما كان متوقعاً.. فهذا الكائن الغريب يشبه كل شيء إلا (الطعام)..
ماذا أقول لهم على العشاء؟!!..!!
..
أحضر ورقة وقلماً أكتب بالخطّ العريض (نعم.. صدقوني.. هذه تُدعى بيتزا) أتبعها بـ(وليخسأ الخاسؤون).. أضعها في منتصف الكائن (أقصد البيتزا)، ألفّها بورق الطعام.. ثم أكتب مجدداً على الغلاف: (كلوا من طيبات ما رزقناكم).. أخرج بهدوء.. أضعها في علبة البريد الخاصة ببيت جارتي (أختي).. مع قليلٍ من (الدحش) و(الدفش).. حتى سال الزيت.. لا شأن لي إذا كانت علبة البريد لا تتسع لـ(بيتزا).. فهذه مشكلة الحكومة.. والانتخابات على الأبواب فليطلبوا من الـ(محافظ) الجديد تكبير علب البريد لتتسع بيتزا مستطيلة الشكل.
..
ثم..
ثم..
ثم يحلُّ وقت المحاضرة المسائية.. أغير ثيابي.. أحمل نفسي.. وأسير نحو الخارج..
لن أعود اليوم قبل العاشرة ليلاً.. فإذا سألوني لماذا التأخير؟!!
تباً لقد زادوا مدة المحاضرة ساعة إضافية بسبب الانتخابات..!! (ابتسم برضا عن نفسي لوصولي لهذه الحجة).!!
..
وبطريقي أعرِّجُ نحو (Turkish Halal Kebab )..
يبتسم صاحب المطعم ذو (الشوارب) العريضة.. بخبثٍ ولؤم .. صدقوني بخبث.. ويقول: نعم.. اليوم الأربعاء.. كالمعتاد أليس كذلك..؟!! وينهمك في تحضير وجبتي..
أحاول أن ألكمه لخبثه واستغلاله الدائم لي.. لكن معدتي تهزٌّ رأسي نحو الأمام والخلف علامة القبول.. والخيبة..
..
أسطر على مفكرتي أثناء الدرس: (هذه هي المحاولة رقم سبعة عشر بعد المائة التي أفشل فيها لأكون (شيفاً)..). أشعر باليأس ثم أحاول أن أشغل تفكيري بشيء آخر.. (الطبخة القادمة) ..